للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَسْتَفْتِحُ صَلَاتَهُ يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ".

===

(يستفتح صلاته) بالتكبير، ثم (يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك) كذا في رواية أبي داوود، ولا بد من هذا التقدير ليصح المتن.

قوله: (سبحانك اللهم وبحمدك) أي: وفقني، قاله الأبهري، وقال ابن الملك: سبحانك اسم مصدر أقيم مقام المصدر؛ وهو التسبيح، منصوب بفعل محذوف وجوبًا، تقديره: أسبحك تسبيحًا؛ أي: أنزهك تنزيهًا من كل السوء والنقائص وأبعدك مما لا يليق بجنابك، وقيل: تقديره: أسبحك تسبيحًا ملتبسًا ومقترنًا بحمدك، فالباء للملابسة، والواو زائدة، وقيل: الواو بمعنى مع؛ أي: أسبحك مع التلبس بحمدك، وحاصل المعنى: نفي الصفات السلبية وإثبات السمات الثبوتية، والله أعلم.

قال الخطابي: قوله: (وبحمدك) دخول الواوفيه، أخبرني ابن خلاد، قال: سألت الزجاج عن ذلك، فقال: معناه: سبحانك اللهم وبحمدك سبحتك. انتهى، قال في "المرقاة": قيل: قول الزجاج يحتمل وجهين؛ أحدهما: أن يكون الواو للحال، والثاني: أن تكون عاطفة جملة فعلية على مثلها؛ إذ التقدير: أنزهك تنزيهًا وأسبحك تسبيحًا مقيدًا بشكرك، وعلى التقديرين جملة (اللهم) معترضة، والباء في وبحمدك إما سببية والجار متعلق بفعل مقدر، أو إلصاقية والجار والمجرور حال من فاعله.

(تبارك اسمك) أي: كثرت بركة اسمك؛ إذ وجد كل خير من ذكر اسمك، وقيل: معناه: تعاظم ذاتك، (وتعالى جدك) تعالى تفاعل من العلو، والجد: العظمة؛ أي: علا وارتفع عظمتك على عظمة غيرك غاية العلو والرفعة. انتهى من "العون".

<<  <  ج: ص:  >  >>