وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.
(أنه) أي: أن البراء (صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة) أي: الثانية، (قال) البراء: (فسمعته) صلى الله عليه وسلم (يقرأ) في صلاة العشاء (بـ) سورة و (التين والزيتون)، وهي من قصار المفصل، وكان في سفر، كما قاله في رواية مسلم:(أنه كان معه في سفر)، وفي رواية مسلم:(فصلى في إحدى الركعتين)، وفي رواية النسائي:(في الركعة الأولى سورة والتين والزيتون) بالواو على الحكاية.
وإنما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشاء بقصار المفصل؛ لكونه كان مسافرًا، كما في رواية مسلم، والسفر يطلب فيه التخفيف؛ لأنه مظنة المشقة، وحينئذ فيحمل حديث أبي هريرة وغيره على الحضر، فلذا قرأ فيها بأوساط المفصل، فلا معارضة. انتهى "قسطلاني".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، باب الجهر في العشاء، ومسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب قصر قراءة الصلاة في السفر (١٢٢١)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة العشاء، رقم (٣١٥)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الافتتاح، باب القراءة في العشاء بالتين والزيتون، رقم (٩٩٩)، ومالك في "الموطأ".
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، فغرضه: الاستدلال به على الترجمة.