حين سمعت قراءة القارئ منكم، (ما لي) أي: أي شيء ثبت لي (أنارع القرآن) على صيغة المبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، القرآن منصوب بنزع الخافض وإسقاطه؛ تقديره: أي: في القرآن؛ أي: أي شيء ثبت لي أجاذب في قراءته؟ أي: أشارك فيها كأني أجذبه إلي من غيري، وغيري يجذبه إليه مني، والظاهر أنه أخبرهم بهذا المعنى؛ نهيًا لهم عن ذلك وإنكارًا لفعلهم هذا، ثم يحتمل أنه جهر بالقراءة فشغله، والمنع مخصوص به، ويحتمل أنه ورد في غير الفاتحة، كما قيل، ويحتمل العموم، فلا يقرأ فيما يجهر الإمام أصلًا بالفاتحة ولا بغيرها لا سرًّا ولا جهرًا، وما جاء عن أبي هريرة من قوله: "اقرأ يا فارسي" يحمل على السر، ويؤيده الراوية الآتية. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، رقم (٨٢٦)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر بالقراءة، رقم (٣١٢)، وقال أبو عيسى: هذا الحديث حسن، والنسائي في كتاب افتتاح الصلاة، باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به، رقم (٩١٩)، ومالك في "الموطأ"، وأحمد في "المسند".
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه هذا، فقال:
(١٧٦) -٨٣٢ - (م)(حدثنا جميل بن الحسن) بن جميل الأزدي العتكي أبو الحسن البصري، صدوق، من العاشرة. يروي عنه:(ق).