قال السندي: قد سبق عن جابر ما يخالف إطلاقه فيمكن أن يخص هذا بصورة الجهر توفيقًا بين الأدلة، وما جاء أن هذا الحديث كان في الظهر فلعله ضعيف لم يثبت على أنه قيل: يحتمل أن المراد من كان له إمام .. فليقرأ بقراءته؛ فإن قراءة الإمام قراءة له، فليقرأ لنفسه، وبالجملة: فهذا الحديث مع ضعفه واحتمال التأويل يقوى قوة معارضه، فليتأمل، وفي "الزوائد": في إسناده جابر الجعفي، كذاب والحديث مخالف لما رواه الأئمة الستة من حديث عبادة، والله تعالى أعلم.
وانفرد ابن ماجه بهذا الحديث، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة، رواه الترمذي قال: وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وعمران بن حصين، ورواه الدارقطني في "سننه"(١/ ٣٢٣)، رقم (٣١١)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٧٦) في كتاب الصلاة باب من كره القراءة خلف الإمام عن عبد الله بن شداد، وأحمد في "المسند"(٣/ ٢٣٩)، والبيهقي (٢/ ١٦٠) في كتاب الصلاة، باب من قال: لا يقرأ خلف الإمام على الإطلاق، وعبد الرزاق في "مصنفه".
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لأن له شواهد، وإن كان ضعيف السند، وغرضه: الاستشهاد به للترجمة، فالحديث: ضعيف السند، حسن المتن.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:
واحد للاستدلال، وواحد للمتابعة، وثلاثة للاستشهاد، كما بيناه في محله.