للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ".

===

أي: مالئهما، وقيل: على نزع الخافض؛ أي: بملء السماوات، وبالرفع على أنه صفة الحمد، والملء - بالكسر - اسم ما يأخذه الإناء إذا امتلأ، وهو مجاز عن الكثرة، قال المظهر: هذا تمثيل وتقريب؛ إذ الكلام لا يقدر بالمكاييل ولا تسعه الأوعية، وإنما المراد منه: تكثير العدد حتى لو قدر أن تلك الكلمات تكون أجسامًا تملأُ الأماكن .. لبلغت من كثرتها ما تملأ السماوات والأرضين. انتهى "عون".

(وملء ما شئت من شيء بعد) أي: بعد ذلك المذكور من السماوات والأرض؛ أي: تملأ ما بينهما أو غير ما ذكر؛ كالعرش والكرسي وما تحت الثرى، قال التوربشتي: هذا - أي: ملء ما شئت - يشير إلى الاعتراف بالعجز عن أداء حق الحمد بعد استفراغ المجهود؛ فإنه حمده ملء السماوات والأرض، وهذا نهاية أقدام السابقين، ثم ارتفع وترقى، فاحال الأمر فيه على المشيئة؛ إذ ليس وراء ذلك الحمد منتهىً، ولهذه الرتبة التي لم يبلغها أحد من خلق الله استحق عليه السلام أن يسمى أحمد، كذا في "المرقاة".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع من الركوع، وفي كتاب صلاة المسافرين وقصرها، وفي باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، رقم (٨٤٦)، والترمذي في كتاب الدعوات عن علي بن أبي طالب مطولًا.

فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث أبي جحيفة رضي الله عنه، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>