مقحم، وكذا قوله:"اجعلوها في سجودكم" وقد يقال: بيان الآية بهذا التسبيح مبني على أن مفعول (سبح) محذوف؛ أي: سبحه، وقوله:(باسم ربك) حال؛ أي: حال كونه ملتبسًا باسمه، والعظيم هو بيان الاسم، وهذا أقرب إلى تطبيق الآية بالبيان بعلمهم، فليفهم، إلا أنه لا يوافق آية السجود، ثم الأعلى وجه تخصيصه بالسجود؛ إذ الأعلى أبلغ من العظيم في المعنى، فجعل في الأبلغ تواضعًا وهو السجود، وأيضًا قد جاء:"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، فربما يتوهم قرب المسافة، فندب سبحان ربي الأعلى؛ دفعًا لذلك التوهم، وأيضًا في السجود غاية انحطاط من العبد، فيناسبه أن يصف فيه ربه بالعلو. انتهى من "السندي".
وعبارة "العون": والحكمة في تخصيص الركوع بالعظيم، والسجود بالأعلى: أن السجود لما كان فيه غاية التواضع؛ لما فيه من وضع الجبهة التي هي أشرف الأعضاء على مواطئ الأقدام .. كان أفضل من الركوع، فحسن تخصيصه بما فيه صيغة أفعل التفضيل وهو الأعلى، بخلاف العظيم؛ جعلًا للأبلغ مع الأبلغ، والمطلق مع المطلق.
قال الخطابي: في الحديث دلالة على وجوب التسبيح في الركوع والسجود؛ لأنه قد اجتمع في ذلك أمر الله سبحانه وبيان الرسول صلى الله عليه وسلم وترتيبه في موضعه من الصلاة، فتركه غير جائز، وإلى إيجابه ذهب بن راهويه، ومذهب أحمد بن حنبل قريب منه، وقد روي عن الحسن البصري نحو من هذا، فأما عامة الفقهاء مالك وأصحاب الرأي والشافعي .. فإنهم لم يروا تركه مفسدًا للصلاة. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب