تنزيهًا، وأبرئك تبرئة من كل النقائص؛ أي: أعتقد نزاهتك من كل نقص يا (ربنا) ويا مالك أمرنا (و) الحال أني ملتبس (بحمدك) وثنائك ووصفك بكل وصف جميل، أو بهدايتك لي سبحتك، لا بحولي ولا بقوتي، (اللهم؛ اغفر لي) جميع ذنوبي ما تقدم منها وما تأخر، وجملة قوله:(يتأول القرآن) حال من فاعل يقول؛ أي: يكثر أن يقول ذلك، حالة كونه يتأول القرآن؛ أي: يفعل ويمتثل ما أمر به في القرآن؛ يعني: قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}(١)، والأمر فيه، وإن لم يقيد بزمان ولا مكان، ولكن الصلاة أفضل محل للذكر، فلذا خصص كثرته بها؛ أي: يقول ذلك متأولًا القرآن؛ أي: مبينًا ما هو المراد من قوله: فسبح بحمد ربك واستغفره، آتيًا بمقتضاه. انتهى "نووي" مع "ملا علي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، وفي مواضع أخر كالمغازي والتفسير، باب الدعاء في الركوع، رقم (٧٩٤)، ومسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، رقم (٢١٧)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب الدعاء في الركوع والسجود، رقم (٨٧٧)، والنسائي في كتاب التطبيق، باب نوع آخر من الذكر في الركوع، رقم (١٠٤٦).
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث عقبة بن عامر بحديث ابن مسعود رضي الله عنهم، فقال: