للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَسْجُدْ أَحَدُكُمْ وَهُوَ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ".

===

(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اعتدلوا في السجود) أي: كونوا متوسطين بين الافتراش والقبض، (ولا يسجد أحدكم وهو باسط ذراعيه) على الأرض (كالكلب)، ومعنى (اعتدلوا في السجود): أي توسطوا بين الافتراش والقبض في سجودكم، بوضع الكفين على الأرض، ورفع المرفقين عنها وعن الجنبين، والبطن عن الفخذ؛ إذ هو أشبه بالتواضع، وأبلغ في تمكين الجبهة، وأبعد من هيئات الكسالى؛ فإن المنبسط يشبه الكسالى، ويشعر حاله بالتهاون، لكن من تركه .. صحت صلاته.

نعم؛ يكون مسيئًا مرتكبًا لنهي التنزيه، والله أعلم. انتهى "قسطلاني".

قال ابن دقيق العيد: لعل المراد بالاعتدال هنا وضع هيئة السجود على وفق الأمر؛ لأن الاعتدال الحسي المطلوب في الركوع لا يتأتى هنا؛ فإنه هناك استواء الظهر والعنق، والمطلوب هنا ارتفاع الأسافل على الأعالي، قال: وقد ذكر الحكم هنا مقرونًا بعلته؛ فإن التشبه بالأشياء الخسيسة يناسب تركه في الصلاة. انتهى، قال الحافظ: والهيئة المنهي عنها أيضًا مشعرة بالتهاون وقلة الاعتناء بالصلاة. انتهى.

قوله: "وهو باسط ذراعيه كالكلب" أي: مفترش ذراعيه على الأرض كافتراش الكلب ذراعيه على الأرض عند اضطجاعه ونومه؛ أي: لا يجعل ذراعيه على الأرض كالفراش والبساط كما يجعلهما الكلب.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المواقيت، باب المصلي يناجي لربه، لرقم (٥٣٢)، ومسلم في كتاب الصلاة، باب الاعتدال في السجود ووضع الكفين على الأرض، رقم (٢٢٣)، وأبو داوود في كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>