بحضور القلب في الصلاة والإقبال عليها، والنهي عما يشغل المصلي في صلاته ويشوشها عليه، ولا تشويش أعظم من تشويش الجائع عند حضرة الطعام، وإلى الابتداء بالطعام قبل الصلاة ذهب الشافعي وابن حبيب من أصحابنا والشوري وإسحاق وأحمد وأهل الظاهر، وروي ذلك عن عمر وابن عمر وأبي الدرداء، وحكى ابن المنذر عن مالك أنه يبدأ بالصلاة إلَّا أن يكون الطعام خفيفًا، وفي هذا الحديث ما يدلُّ على أن وقت المغرب موسع، وهي إحدى الروايتين عن مالك. انتهى، انتهى من "الكوكب الوهاج".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأطعمة، باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه، ومسلم في كتاب المساجد، باب كراهية الصلاة بحضرة الطعام ... إلى آخره (٦٦ - ٥٥٩)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب ما جاء إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة .. فابدؤوا بالعشاء (٢ - ١٨٦).
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
(قال) نافع بالسند السابق: (فتعشى ابن عمر ليلة) من الليالي؛ أي: أكل العشاء قبل الصلاة (وهو يسمع الإقامة) امتثالا لأمر الشارع واتباعًا لسنته؛ لأنه كان مجتهدًا بالسنة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أنس بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٦٦) - ٩١٥ - (٣)(حدثنا سهل بن أبي سهل) زنجلة بن أبي الصغدي