للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَصَابَتْنَا سَمَاءٌ لَمْ تَبُلَّ أَسَافِلَ نِعَالِنَا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ".

===

دخول مكة، (و) الحال أنه قد (أصابتنا سماء) أي: مطيرة خفيفة (لَمْ تبل أسافل نعالنا) أي: لَمْ يصب بللها أسفل نعالنا، (فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم) فينا، فقال في ندائه: إلا أيها المسلمون (صلوا في رحالكم) ومنازلكم، ولا تخرجوا في المطر لصلاة الجماعة، فقال لي يا ولدي: لِمَ تخرج في المطر لطلب الجماعة؟ فإن المطر رخصة تسقط الجماعة.

قوله: (يوم الحديبية) والحديبية بئر بقرب مكة على طريق جدة دون مرحلة، ثم أطلق على الموضع، ويقال: بعضه في الحل وبعضه في الحرم، وهو أبعد أطراف الحرم عن البيت، وقال الزمخشري: إنها على تسعة أميال من المسجد، وقال أبو العباس أحمد الطبري: حد الحرم من طريق المدينة ثلاثة أميال، ومن طريق جدة عشرة أميال. انتهى، وقال الطرطوشي: في قوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (١) هو صلح الحديبية، قال ابن القيم: وكانت سنة ست في ذي القعدة على الصحيح.

قوله: (لَمْ تبل أسافل نعالنا) والمراد به: قلة المطر.

وسند هذا الحديث من خماسياته، وحكمه: الصحة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب الجمعة في الليلة المطيرة، رقم (١٠٥٥)، والنسائي في كتاب الإمامة، باب العذر في ترك الجماعة، رقم (٨٥٣)، والدارمي ومالك وأحمد.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به.

* * *


(١) سورة الفتح: (١).

<<  <  ج: ص:  >  >>