ورحالهم، قال ابن الحارث، (فقال له) أي: لابن عباس (الناس) الحاضرون عنده: (ما هذا) التغيير (الذي صنعتـ) ـه في الأذان وأحدثته فيه؟
ولفظ رواية مسلم:(قال لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت: أشهد أن لا إله إلَّا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله .. فلا تقل: حي على الصلاة) بل (قل) قبل قولك حي على الصلاة: (صلوا في بيوتكم) ومساكنكم، (قال) ابن الحارث: (فكأن الناس) الحاضرين عنده (استنكروا ذلك) أي: أنكروا قول: ألا صلوا في وسط الأذان، (فقال) ابن عباس: (أتعجبون) أيها الناس (من ذا) أي: من هذا القول الذي أمرت به المؤذن وتستغربونه وتنكرونه؟ ! لا تعجبوا منه؛ لأنه ليس بدعة، بل سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه (قال: قد فعل هذا) القول؛ أي: أمر بقوله (من هو خير) وأفضل (مني) ممن لا تسعكم مخالفته؛ يعني: النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا لفظ مسلم.
ثم قال ابن عباس لمن عنده: أ (تأمرني) أيها المنكر هذا القول على (أن أخرج الناس من بيوتهم) بالأذان العادي (فيأتوني) في المسجد حالة كونهم (يدوسون) أي: يدخلون أرجلهم في (الطين) والوحل (إلى ركبهم؟ ! ) جمع ركبة؛ لكثرة الوحل بين بيوتهم وبين المسجد، قال السندي قوله:(ثم قال: ناد) أي: موضع الحيعلتين وبدلهما، قوله:(أخرج) في بعض النسخ: (أحرج) بالحاء المهملة؛ أي: أوقعهم في الحرج والمشقة؛ يريد ابن عباس: أن الحرج مدفوع في الدين، وفي حضورهم في المطر حرج، فالأحسن إعلامهم بأن الحرج عنهم مدفوع بمثل هذه المناداة، ولولا هذا الإعلام .. لحضروا. انتهى منه.