(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي المصري.
(عن أبي الزبير) محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي.
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري المدني، رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) جابر: (صلى معاذ بن جبل الأنصاري بأصحابه) أي: بقومه بني سلمة (صلاة العشاء، فطول عليهم) الصلاة، وفي رواية مسلم:(فافتتح) أي: ابتدأ في الركعة الأولى بقراءة سورة البقرة، (فانصرف رجل) أي: ذهب رجل (منا) أي: من الأنصار، (فصلى) وحده، فسلم وذهب، اسمه حازم أو حزم أو حزام على ما ذكر في "أسد الغابة"، قال ابن حجر: أي: قطع صلاته، لا أنه قصد قطعها بالسلام كما يفعله بعض العوام؛ لأن محل السلام آخرها، فلا يجوز تقديمه على محله، وإنما يفعله الخواص من العلماء؛ تبعًا لما فعله ذلك الصحابي رضي الله تعالى عنه، وإن اختلفوا في أن مريد القطع هل يسلم قائمًا بتسليمة واحدة أو تسليمتين أو يعود إلى القعدة ثم يسلم؟ فالتسليم بما ورد أسلم، والله أعلم.
أي: فانحرف رجل من قومه بني سلمة من الصف، فسلم سلام القطع لصلاته، لا سلام الفراغ من الصلاة، ثم أحرم بالصلاة، فصلى وحده، وسلم سلام الفراغ من صلاته، وانصرف أي: ذهب وانطلق إلى جهة حاجته، والقوم في الصلاة، (فأخبر معاذ عنه) أي: عن فعل ذلك الرجل، (فقال) معاذ: (إنه منافق، فلما بلغ ذلك الرجل) قول معاذ فيه. . (دخل) الرجل (على