للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ يَقُولُ: كَانَ آخِرَ مَا عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَّرَنِي عَلَى الطَّائِفِ قَالَ لِي: "يَا عُثْمَانُ؛ تَجَاوَزْ فِي الصَّلَاةِ وَأقْدُرِ النَّاسَ بِأَضْعَفِهِمْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالصَّغِيرَ وَالسَّقِيمَ وَالْبَعِيدَ وَذَا الْحَاجَةِ".

===

تحتانية ساكنة ثم راء- العامري الحرشي -بمهملتين مفتوحتين ثم معجمة- أبي عبد الله البصري، ثقة عابد فاضل، من الثانية، مات سنة خمس وتسعين (٩٥ هـ). يروي عنه: (ع).

(قال: سمعت عثمان بن أبي العاص) بن بشر الثقفي الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه، أبا عبد الله البصري، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف، مات في خلافة معاوية في البصرة. يروي عنه: (م عم).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(يقول: كان آخر ما عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم) وأوصاه إليَّ (حين أمَّرني) وجعلني أميرًا (على الطائف) أن (قال لي: يا عثمان؛ تجاوز) أي: خفف (في الصلاة) إذا أممت الناس، (واقدُر الناس) بضم الدال وكسرها (بأضعفهم) أي: واجعل كل الناس قويهم وضعيفهم في قدر الأضعف منهم، واحسب كلهم ضعفاء، وعاملهم معاملة الضعفاء في تخفيف الصلاة بهم، واجعلهم كأنهم ليس فيهم قوي؛ وإنما قلت لك ذلك (فإن فيهم) أي: لأن فيهم (الكبير) الضعيف؛ أي: ضعيف الطبيعة، وضعيف الخلقة (والصغير) الذي لا يقدر طول الصلاة (والسقيم) أي: المريض (والبعيد) أي: بعيد الدار من المسجد؛ يريد: استعجال الرجوع إلى منزله (وذا الحاجة) أي: صاحب الحاجة دينية أو دنيوية المستعجل لقضائها.

<<  <  ج: ص:  >  >>