للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا قَالَ: قُلْنَا: وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: "يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ".

===

يا معاشر المؤمنين في صلاتكم (كما تصف الملائكة عند ربها؟ ) وهذا تأكيد في الحض، كما في قولهم: الخمر هو ياقوت سيال، (قال) جابر: (قلنا) معاشر الحاضرين: (وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ ) أي: في محل قربه ومكانه وقبوله. انتهى "سندي" (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالنا: (يتمون الصفوف الأول -بضم أوله وفتح ثانيه المخفف- جمع أول (ويتراصون) أي: الملائكة (في الصف) أي: يتلاصقون ويتضامون حتى لا يكون بينهم فرجة، كأنهم بنيان مرصوص؛ من رص البناء إذا ألصق بعضه إلى بعض، وفيه الأمر بإتمام الصفوف الأول والتراص في الصفوف.

قال (ع): تسوية الصفوف والتراص فيها وإكمال الأول فالأول سنة؛ لحضه صلى الله عليه وسلم على ذلك في هذا الحديث وترتيب الوعيد عليه في الآخر، ولما فيه من التشبه بالملائكة عليهم السلام، وحسن هيئة الجماعة وحفظ الصفوف من تخلل الشياطين، ولأنه أبعد من التشويش من نظر بعضهم إلى وجوه بعض. انتهى منه.

ومعنى: "يتمون الصفوف الأول" أنهم لا يشرعون في الثاني حتى يتم الأول، ولا في الثالث حتى يتم الثاني، قال النووي: ومعنى إتمام الصفوف الأول: أن يتم الأول، ولا يشرع في الثاني حتى يتم الأول، ولا في الثالث حتى يتم الثاني، ولا في الرابع حتى يتم الثالث، وهكذا إلى آخرها. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام من الصلاة، وإتمام الصفوف والتراص فيها والأمر بالاجتماع، الحديث (٩٦٧) مطولًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>