للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ. . لَكَانَتْ قُرْعَةٌ".

===

(عن أبي رافع) نفيع الصائغ المدني، نزيل البصرة، ثقة ثبت مشهور بكنيته، من الثانية. يروي عنه: (ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون) أيها المؤمنون (ما في الصف الأول) من الأجر العظيم. . (لكانت) أي: لحصلت بينكم (قرعة) أي: استهام عليه؛ لشدة تنافسكم فيه وازدحامكم عليه، قال السندي: أي: لتحققت قرعة بينكم لتحصيله، فكان تامة بمعنى حصل، وقرعة فاعل لها. انتهى.

والمعنى: (لو تعلمون) أيها الحاضرون للصلاة معي (ما في الصف الأول) من الأجر والفضيلة، وهو الأول بالنسبة إلى الثاني، والثاني بالنسبة إلى الثالث، وهكذا لا خصوص الأول، قال المناوي: الصف الأول هو الذي يلي الإمام، ويتناول الصف الثاني بالنسبة إلى الثالث، وهلم جرًا، وفيه فضائل؛ كالسبق لدخول المسجد، والقرب من الإمام، واستماع قراءته، والتعلم، والفتح عليه، ذكره في "فيض القدير. . (لكانت) الخصلة أو الحالة القاطعة للنزاع (قرعة) بالنصب؛ أي: استهامًا بينكم؛ والمعنى: لو تعلمون ما في الصف الأول من الفضل. . لتنازعتم في التقدم إليه حتى تقترعوا ويتقدم من خرجت قرعته. انتهى "عزيزي".

وفي رواية محمد بن حرب: (لو تعلمون ما في الصف الأول. . ما كانت إلا قرعة) وهو المذكور في "الجامع الصغير"، والمعنى عليها: ما كانت الخصلة القاطعة للنزاع بينكم إلا قرعة؛ أي: اقتراعًا بينكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>