وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير صفوف النساء) التي يصلين مع الرجال؛ أي: أكثرها أجرًا وأعلاها فضلًا (آخرها) أي: آخر صفوفهن؛ لبعدها عن الرجال، (وشرها) أي: شر صفوف النساء وأقلها أجرًا وأدناها منزلة (أولها) أي: أول صفوف النساء لقربهن إلى الرجال، (وخير صفوف الرجال) أي: أكثرها أجرًا وأعلاها فضلًا (أولها) أي: أول صفوف الرجال حقيقة أو نسبة، (وشرها) أي: أقل صفوف الرجال أجرًا وأدناها فضلًا (آخرها) أي: آخر صفوفهم حقيقة؛ لقربهم إلى النساء، أما النساء المتميزات عن الرجال اللاتي يصلين وحدهن لا مع الرجال. . فهن كالرجال المتميزين عن النساء، فخير صفوفهن أولها، وشرها آخرها. انتهى "كوكب".
وقال النووي: والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء: أقلها ثوابًا وفضلًا وأبعدها من مطلوب الشرع، وخيرها بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال؛ لبعدهن عن مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم، ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن؛ لعكس ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى.
قال ابن الملك: والمراد بالخيرية: كثرة الثواب، وسببه أن الصف الأول هو أعلم بحال الإمام، فيكون متابعته أكثر وثوابه أتم وأوفر، ومرتبة النساء لما كانت متأخرة عن مرتبة الرجال. . كان آخر الصفوف أليق بمرتبهن. انتهى "مبارق".