وسلم صلاة الفريضة جماعة، (ثم) بعدما فرغنا من الفريضة، (صلينا وراءه) صلى الله عليه وسلم (صلاة أخرى) نافلة، (فقضى) رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: أتم (الصلاة) المفروضة التي صلاها بنا، (فرأى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (رجلًا) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه (فردًا) أي: منفردًا عن الصف (يصلي) ذلك الرجل مع الجماعة (خلف الصف) ووراءه.
(قال) علي بن شيبان: (فوقف عليه) أي: على ذلك الرجل الذي يصلي مع الجماعة منفردًا عن الصف (نبي الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف) وانطلق من مصلاه، فـ (قال) نبي الله صلى الله عليه وسلم للرجل: (استقبل) أي: استأنف (صلاتك) وأعدها؛ فإنه (لا صلاة) كاملة (للذي) صلى وحده (خلف الصف) ووراءه، ظاهر أمره بالاستقبال والاستئناف بطلان صلاة من يفعل كذلك، ومن لا يقول به لعله يحمله على الزجر والتغليظ، والمراد بقوله:"لا صلاة" عند هذا القائل، أي: كاملة، وقد استدل هذا القائل بحديث أنس:(والعجوز خلفنا).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد كما سيأتي، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه ابن حبان في "صحيحه" عن ابن قتيبة عن محمد بن أبي الري عن ملازم. . . فذكره بإسناده ومتنه سواء، ورواه أحمد في "مسنده" من هذا الوجه، ورواه البيهقي في "سننه" من طريق