للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَرْفَعُوا أَبْصَارَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ أَنْ تَلْتَمِعَ"، يَعْنِي: فِي الصَّلَاةِ.

===

المدني، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتًا عابدًا، من كبار الثالثة، مات في آخر سنة ست ومئة (١٠٦ هـ) على الصحيح. يروي عنه: (ع).

(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، وفي "الزوائد": إسناده ورجاله ثقات.

(قال) ابن عمر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ترفعوا أبصاركم إلى) جهة (السماء) مخافة (أن تلتمع) وتختطف وتختلس؛ (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم: لا ترفعوها (في الصلاة) إلى السماء مخافة اختطافها وأخذها بسرعة؛ عقوبة ما فعلته من الرفع، والتفسير من الراوي أو ممن دونه، قال السندي: "أن تلتمع" أي: لئلا تختلس وتختطف بسرعة، يقال: ألمعت بالشيء إذا أخذته واختلسته واختطفته بسرعة، ووجه النهي: أن في الصلاة شغلًا.

قال القرطبي: وهذا الحديث أيضًا وعيد بإعماء من رفع رأسه إلى السماء ولا فرق بين أن يكون الرفع عند الدعاء أو عند غيره؛ لأن الوعيد إنما تعلق به من حيث إنه إذا رفع بصره إلى السماء .. أعرض عن القبلة وخرج عن سمتها وعن هيئة الصلاة، وقد نقل بعض العلماء الإجماع على النهي عن ذلك، وحكى الطبراني كراهة رفع البصر في الدعاء إلى السماء في غير الصلاة، وحكي عن شريح أنه قال لمن رآه يفعله: اكفف يديك واخفض بصرك؛ فإنك لن تراه ولن تناله، وأجازهما الأكثر؛ لأن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة، وقد رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ويديه إلى السماء عند الدعاء، فلا تنكر ذلك. انتهى من "الكوكب".

<<  <  ج: ص:  >  >>