(بأصحابه، فلما قضى الصلاة) وأتمها .. (أقبل على القوم بوجهه) الشريف، (فقال: ما بال أقوام) وشأنهم (يرفعون أبصارهم) في صلاتهم (إلى السماء؟ ! حتى اشتد)، وكرر (قوله في) شأن (ذلك) أي: في شأن رفع أبصارهم إلى السماء، والله (لينتهن) -بضم الهاء وتشديد النون- مضارع مؤكد بالنون، من الانتهاء وهو الانزجار عما نهى عنه؛ أي: لينزجرن أولئك الأقوام (عن ذلك) أي: عن رفع أبصارهم إلى السماء، (أو ليخطفن الله) أي: أو ليسلبن الله ويأخذن (أبصارهم) بسرعة؛ أي: أن أحد الأمرين واقع لا محالة، إما الانتهاء منهم، أو خطف أبصارهم من الله تعالى عقوبة على فعلهم.
والمعنى: أي: فليختاروا بين الانتهاء عن رفعها إلى السماء، أو بين عدم رجوع أبصارهم إليهم بعد نظرها إلى السماء فيبقون بلا أبصار، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم:"لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء"، وحديث أنس هذا مطلق فيقيد بما في حديث أبي هريرة؛ لأن المطلق يرد إلى المقيد؛ يعني: يرفعون أبصارهم عند الدعاء في الصلاة.
قوله:"أو ليخطفن الله" من الخطف؛ وهو السلب والأخذ بسرعة، قال تعالى:{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}(١)، وفي الحديث النهي الأكيد عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء في داخل الصلاة بتهديد شديد. انتهى "كوكب".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب النظر في