للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيَسْتَأْخِرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ، فَإِذَا رَكَعَ .. قَالَ: هكَذَا يَنْظُرُ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، قَالَ اللهُ: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} فِي شَأْنِهَا.

===

(ويستأخر بعضهم) فالسين أيضًا زائدة؛ أي: يتأخر بعض القوم من أوائل الصفوف (حتى يكون في الصف المؤخر) من صفوف الرجال الذي يلي صفوف النساء، والله أعلم بم يتأخر.

(فإذا ركع) ذلك البعض المتأخر .. (قال) أي: فعل (هكذا) وفسر اسم الإشارة بقوله: أي (ينظر) إلى ورائه (من تحت إبطه، قال الله) أي: أنزل الله تعالى كما في رواية الترمذي، وبعض نسخ ابن ماجه قوله: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا} قلوب {الْمُسْتَقْدِمِينَ} أي: خواطر المتقدمين {مِنْكُمْ} إلى الصف الأول، {وَلَقَدْ عَلِمْنَا} خواطر {الْمُسْتَأْخِرِينَ} (١)، أي: المتأخرين منكم إلى الصف الأخير، وقوله: (في شأنها) متعلق بقوله: قال الله؛ أي: فأنزل الله سبحانه في شأن تلك المرأة؛ أي: في شأن من حفظ نفسه من الافتتان بها وهم المستقدمون، وفي شأن من افتتن بها وهم المستأخرون.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب تفسير القرآن (١٦)، باب ومن سورة الحجر، رقم (٣١٢٢)، قال أبو عيسى: روى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عباس، وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح، والنسائي في كتاب الإمامة، باب المنفرد خلف الصف، رقم (١٨٦٩). انتهى "تحفة الأشراف".

قال ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: اختلف أهل التأويل


(١) سورة الحجر: (٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>