كما أن الصبيان في الدنيا لا يمنعون من الدخول على الحرم، ولا يحتجب منهم. انتهى.
والظاهر: أن مستقرهم في روضة في أصل شجرة؛ كما في رؤياه -صلى الله عليه وسلم- بلفظ:"انتهينا إلى روضة خضراء فيها شجرة عظيمة، وفي أصلها شيخ وصبيان ... " الحديث، وفُسر الشيخ بإبراهيم عليه السلام والصبيان بأولاد الناس، والعصفور: طائر معروف، وقيل: طوبى اسم الجنة، أو اسم شجرة فيها، وفُسرت بالمعنى الأصلي؛ فقيل: أطيبُ معيشة له، وقيل: فرح له وقرة عين.
وجملة قوله:(لم يعمل السوء) علة لما قبلها؛ أي: طوبى له؛ لأنه لم يعمل السوء والذنب، (ولم يدركه) أي: ولم يدرك أوان الذنب بالبلوغ، (قال) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أو غير ذلك يا عائشة) أي: بل غير ذلك الذي قلته أحسن وأولى من الذي قلته؛ وهو التوقف؛ فـ (أو) بمعنى (بل) الإضرابية، و (غير) مبتدأ خبره محذوف، كما قدرنا، وعبارة:"البذل" هنا (أو) بفتح الواو (غير ذلك) بضم الراء وكسر الكاف هو الصحيح المشهور من الروايات؛ والتقدير: أتعتقدين ما قلت؟ والحقُّ غير ذلك؛ وهو عدم الجزم بكونه من أهل الجنة.
(إن الله) سبحانه (خلق للجنة أهلًا) أي: سكانًا (خلقهم لها) أي: للجنة (وهم في أصلاب آبائهم) أي: قبل ولادتهم، (وخلق للنار أهلًا) أي: سكانًا (خلقهم لها) أي: للنار (وهم في أصلاب آبائهم)، فهم في النار بحكم القدر