(أنه) أي: أن ابن مسعود (سُئل) لم أر من ذكر اسم هذا السائل؛ أي: سأله سائل من الحاضرين عنده، فقيل له:(أكان) أي: هل كان (رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قائمًا، أو) يخطب (قاعدًا؟ قال) ابن مسعود للسائل: (أما تقرأ) أيها السائل قوله تعالى: {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}؟ ) (١)، فإنه يدل على أنه كان يخطب قائمًا.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث ابن عمرو، رواه الترمذي في "الجامع"، وقال: حسن صحيح، قال: وفي الباب عن ابن عباس وجابر بن عبد الله وجابر بن سمرة، ورواه النسائي في "الصغرى" من حديث كعب بن عجرة.
فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد، كما بيناها، وغرضه: الاستشهاد به.
قال أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطان القزويني راوية هذا "السنن": (قال) لنا (أبو عبد الله) محمد بن يزيد ابن ماجه: هذا الحديث (غريب لا يحدّث به إلا) أبو بكر (ابن أبي شيبة وحده) دون غيره، ولكنه صحيح مع غرابته؛ لصحة سنده.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث ابن عمر بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهم، فقال: