للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

المصلي المواظب عليها بيتًا في الجنة بسببهن؛ إكرامًا له وجزاء على تلك الصلوات.

وقوله: "في يوم وليلة " أي: في كل يوم وليلة، فهو من عموم النكرة في الإثبات نظير: {عَلِمَتْ نَفْسٌ} (١) ونحوه؛ لما عرفت أن المقصود المواظبة.

انتهى "سندي"، قيل: والحكمة في تشريع هذه الرواتب أن أوقات الصلوات أوقات تفتح فيها أبواب السماء ويُستجاب فيها الدعاء، فرغب الشارع في تكثير العمل فيها، قال بعضهم: وحكمة تقديم بعض الرواتب على الفرائض؛ لتتوطن النفس بها وتتفرغ عن علائق الدنيا، فلا يأتي المكلف الصلاة المفروضة إلا وهو مجموع القلب لأدائها على وجهها، واختلاف الأحاديث في كيفية فعلها يدل على التوسعة فيها، وأنه لا حدَّ لها، قال النووي: وحكمة هذه الرواتب تكميل ما عسى أن يكون نقصًا في الفرائض، قال الأبي: كره مالك التنفل بهذه النية. انتهى من "إكمال المعلم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة من السنة ما له من الفضل، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب قيام الليل، باب ما جاء في ثنتي عشرة ركعة من السنة، والدارمي وأحمد.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *


(١) سورة التكوير: (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>