التخفيف فيهما، وقد بالغ قوم، فقالوا: لا قراءة فيهما أصلًا، حكاه الطحاوي والقاضي، وهو غلط بَيِّنٌ؛ فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة التي ذكرها مسلم بعد هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيهما بعد الفاتحة بـ (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد)، وثبت في الأحاديث الصحيحة:"لا صلاة إلا بقراءة، ولا صلاة إلا بأم القرآن" ولا تُجزئ صلاة لا يقرأ فيها بالقرآن. انتهى منه باختصار.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الوتر، باب ساعات الوتر، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى، والترمذي في الصلاة، باب ما جاء في الوتر.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث ابن عمر الأول بحديث حفصة بنت عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٧٢) - ١١٢٠ - (٣)(حدثنا محمد بن رمح) التجيبي المصري.
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي المصري.
(عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة بنت عمر) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهم.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.