افعلوا الوتر في الليل، قال الطيبي: يريد بالوتر في هذا الحديث قيام الليل؛ فإن الوتر يُطلق عليه كما يُفهم من الأحاديث، فلذلك خصَّ الخطاب بأهل القرآن. انتهى، والإضافة لأدنى ملابسة، أو المعنى: يا أيها المؤمنون به؛ فإن الأهلية عامة لمن آمن به سواء قرأ أم لم يقرأ، وإن كان الأكمل منهم من قرأ وحفظ وعلم وعمل شاملة ممن تولى قيام تلاوته ومراعاة حدوده وأحكامه، وقوله: "أوتروا" أمر بصلاة الوتر، وهو أن يصلي مثنى مثنى، ثم يصلي في آخرها ركعة مفردة، أو يضيفها إلى ما قبلها من الركعات، كذا في "النهاية".
(فإن الله وتر) قال في "النهاية": الوتر: الفرد، وتكسر واوه وتفتح؛ أي: فإن الله سبحانه واحد في ذاته لا يقبل الانقسام والتجزئة، واحد في صفاته فلا شبيه ولا مثيل له، واحد في أفعاله فلا شريك له ولا معين، (يحب الوتر) أي: يُثيب عليه ويقبله من عامله، قال القاضي: كل ما يُناسب الشيء أدنى مناسبة .. كان أحب إليه مما لم يكن له تلك المناسبة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب استحباب الوتر (١٤١٦)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء أن الوتر ليس بحتم (٤٥٢)، والنسائي في كتاب قيام الليل، والدارمي وأحمد.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث خارجة بحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٩٧) - ١١٤٥ - (٣)(حدثنا عثمان بن أبي شيبة) العبسي الكوفي،