فيه يدل على أن الوتر ليس واجبًا، ولو كان واجبًا .. لكان عامًا، وأهل القرآن في عُرف الناس القُرَّاء والحُفَّاظ دون العوام، ويدل على ذلك قوله للأعرابي:"ليس لك ولا لأصحابك".
(فقال أعرابي) من الحاضرين (ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: (ليس) ذلك الوتر (لك ولا لأصحابك) أي: ولا لأمثالك من الأعراب، بل للحُفِّاظ والقراء، قال السندي: قوله: "ليس لك ولا لأصحابك" أي: ممن ليس باهل القرآن .. ظاهره الرفع لا الوقف، وهذا ينافي وجوب الوتر عمومًا أو استنانه إذا قلنا: المراد بالوتر في هذا الحديث صلاة الليل.
نعم؛ ينبغي أن تكون صلاة الليل مخصوصة بأهل القرآن، فيمكن أن يكون التأكيد في حقهم، ويكون في حق الغير ندبًا بلا تأكيد، والله أعلم. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة (٣٣٢)، باب استحباب الوتر.
فدرجة الحديث: أنه صحيح بما قبله، وإن كان سنده منقطعًا على الراجح.