للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي الصَّلَاةِ .. فَلْيَتَحَرَّ أَقْرَبَ ذَلِكَ مِنَ الصَّوَابِ فَيُتِمَّ عَلَيْهِ، وَيُسَلِّمَ وَيَسْجُدَ سَجْدَتَيْنِ".

===

(وأيكم) أي: وأي واحد منكم (ما شك) ما زائدة، كما هي ساقطة في رواية مسلم؛ أي: وأي واحد منكم شك (في) عدد ركعات (الصلاة) أصلى زائدًا أم ناقصًا .. (فليتحر) أي: فليطلب ويقصد (أقرب ذلك) الذي شك فيه؛ أي: أقرب شيء من ذلك الذي شك فيه (من الصواب) أي: إلى الصواب واليقين، فإذا شك هل صلى ثلاثًا أم أربعًا؟ فالأقرب إلى اليقين هو الثلاث، (فيتم عليه) أي: على ذلك الأقرب صلاته بأن يأتي بالرابعة، (ويُسلّم) من صلاته بعد إتمامه على ذلك الأقرب، (ويسجد سجدتين) جبرًا لما طرأ له في صلاته من الشك.

وقوله: "وأيكم ما شك في الصلاة" أصلى زائدًا أم ناقصًا .. "فليتحر الصواب" أي: فليجتهد وليعزم على طلب الصواب واليقين بغلبة ظنه واجتهاده، والتحري طلب الحريّ وهو اللائق والحقيق والجدير؛ أي: فليطلبه بغلبة ظنه واجتهاده، قال القرطبي: التحري القصد والاجتهاد في الطلب، والعزم على تحصيل الشيء بالفعل.

وعبارة النووي: التحري هو القصد، ومنه قوله تعالى: {تَحَرَّوْا رَشَدًا} (١)، ومعنى الحديث: فليقصد الصواب فليعمل به، وقصد الصواب هو ما بيّنه في حديث أبي سعيد الخدري وغيره، والضمير البارز في قوله: "فليتم عليه" عائد إلى ما دل عليه فليتحر، والمعنى: فليتم على ذلك ما بقي من صلاته بأن يضم إليه ركعة أو ركعتين أو ثلاثًا، وليقعد في موضع يحتمل القعدة الأولى وجوبًا، وفي مكان يحتمل القعدة الأخرى فرضًا، وبقي حكم آخر وهو أنه إذا لم يحصل


(١) سورة الجن: (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>