السماع فلا يُحتمل التدليس، ولكن روى الترمذي هذا الحديث برجال "الصحيحين".
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان) اللعين (يأتي أحدكم في صلاته، فيدخل بينه) أي: بين مقصده (وبين نفسه) أي: وبين إقبال نفسه على ذلك المقصد، فيلبس عليه في صلاته (حتى لا يدري) ولا يعلم أ (زاد) في ركعات صلاته (أو نقص) عنها، (فإذا كان) ووجد (ذلك) التلبيس .. (فلـ) يبن علي يقينه، ثم (يسجد سجدتين) في آخر صلاته (قبل أن يسلم) جبرًا للخلل الواقع في صلاته، (ثم) بعد السجدتين للسهو (يُسلّم) تسليم الفراغ من صلاته، وقولنا:(فيلبس عليه) -بفتح الياء وكسر الموحدة- أي: يخلط عليه ويشوش خاطره، وربما شدّد للتكثير، قال في "النهاية": يقال: لبست الأمر -بالفتح- ألبسه إذا خلطت بعضه ببعض، ومنه قوله تعالى:{وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ}(١).
قوله:"فإذا كان ذلك"، وفي رواية الترمذي:"فإذا وجد ذلك" أي: ذلك التردد وعدم العلم "أحدكم .. فليسجد سجدتين" فيه دلالة على أنه لا زيادة عليهما، وإن سها بأمور متعددة. انتهى من "العون" فهي أوضح.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي، قاله المنذري، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.