للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَيَكُونُ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ تَطَوُّعًا".

===

قيس الأنصاري الخزرجي رضي الله تعالى عنه، أبي الوليد المدني صحابي مشهور، ومات بالرملة سنة أربع وثلاثين (٣٤ هـ). يروي عنه: (ع).

وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيكون) فيكم (أمراء تشغلهم) بالياء والتاء وبفتحهما وفتح الغين، وبضمهما وكسر الغين (أشياء) أي: أمور فـ (يؤخرون الصلاة) بسببها (عن) أول (وقتها) وفي رواية أبي داوود: (حتى يذهب وقتها) المختار ويدخل وقت الكراهة، وفي رواية أبي داوود أيضًا زيادة: (فصلوا) أنتم (لوقتها) أي: ولو منفردين، لكن على وجه لا يترتب عليه فتنة ولا مفسدة، (فاجعلوا صلاتكم معهم تطوعًا) أي: نافلة.

وفي الحديث من الفقه أن تعجيل الصلوات في أوائل أوقاتها أفضل، وأن تأخيرها بسبب الجماعة غير جائز، وفيه أن إعادة الصلاة الواحدة مرّة بعد أخرى في اليوم الواحد إذا كان لها سبب جائزة، وإنما جاء النهي عن أن نصلي صلاة واحدة مرتين في يوم واحد إذا لَمْ يكن لها سبب، وفيه أنَّ فرضه هي الأولى منهما، وأن الأخرى نافلة، وإن صلى الأولى منفردًا والثانية جماعة، وفيه الأمر بالصلاة مع أئمة الجور حذرًا من وقوع الفرقة وشق عصا الأمة. انتهى، انتهى من "العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب إذا أخر الإمام الصلاة عن الوقت، وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" في (٦/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>