للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ .. اكْتَنَفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ، أَوْ قَالَ: يُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ قَدْ زَحَمَنِي وَأَخَذَ بِمَنْكِبِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالبٍ، فَتَرَحَّمَ

===

(عن) عبد الله بن عبيد الله (بن أبي مُليكة) -بالتصغير- زهير بن عبد الله بن جُدعان التيمي أبي بكر المكي، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (١١٧ هـ). يروي عنه: (ع).

(قال: سمعت) عبد الله (بن عباس) الهاشمي أبا العباس الطائفي رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله اثنان منهم مكيان، واثنان كوفيان، وواحد طائفي، وواحد مروزي، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

حالة كون ابن عباس (يقول: لما وُضع عمر) بن الخطاب (على سريره) .. قيل: للغسل بعد موته، قلت: أو على نعشه للحمل إلى المقبرة، وهو الأوفق بقوله: قبل أن يُرفع .. (اكتنفه الناس) أي: أحاطوا بأكنافه؛ أي: بجهاته كلها حالة كونهم (يدعون) له بالمغفرة (ويُصلون) له؛ أي: يترحمون له، ويحتمل على بعد صلاة الجنازة.

(أو قال) ابن عباس (يُثنون) عليه؛ أي: يذكرونه بالخير (ويُصلون عليه) أي: يترحمون عليه (قبل أن يُرفع) من موضعه ويُحمل إلى القبر، والشك من ابن أبي مليكة (وأنا فيهم) أي: قال ابن عباس: اكتنفوا به والحال أني فيهم، (فلم يَرُعْنِي) -بفتح الياء وضم الراء- من باب قال من الورع وهو الفزع؛ أي: لم يفزعني ولم يفجأني (إلا رجل قد زحمني) أي: ازدحم عليّ، (وأخذ) بيده (بمنكبي) بالإفراد؛ والمنكب: ما بين رأس العضد والعُنق، ويُسمى بالكاهل.

(فالتفت) إليه، (فإذا) هو (علي بن أبي طالب، فترحم) ذلك الرجل؛

<<  <  ج: ص:  >  >>