للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ بِصلَاتِهِ سَجْدَةً لِنَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ .. فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا"، قَالَ: يَعْنِي بِالسَّجْدَةِ: الرَّكْعَةَ.

===

أي: يكمل (كل واحد من الطائفتين) أي: الفرقتين (بصلاته سجدة لنفسه) أي: يكمل كُلٌّ صلاته لنفسه بسجدة؛ أي: بفعل سجدة وركعة لنفسه، والجار والمجرور في قوله: لنفسه متعلق بيصلي كل واحد.

والمعنى: ويكمل كل واحد من الطائفتين صلاته لنفسه بفعل سجدة وركعة منفردين عن الإمام؛ فالفرقة الأولى تكمل صلاتها بنفسها مفارقين للإمام والإمام ينتظر الثانية في قيامه الثاني، وتسلّم وتذهب إلى جهة العدو، والفرقة الثانية تكمل صلاتها مفارقين للإمام، وهو في التشهد منتظرًا لهم فيه، فيسلم بهم، فحازت الأولى فضيلة الإحرام مع الإمام، وحازت الثانية فضيلة السلام مع الإمام، كما هو مبين في كتب الفروع.

(فإن كان خوف) العدو (أشد من ذلك) أي: من احتمال صلاتهم جماعة؛ كأن التحم القتال .. (فـ) كل يصلي بنفسه كيف أمكن له (رجالًا) كانوا (أو ركبانًا) أي: يصلي كل بنفسه راجلًا؛ أي: ماشيًا كان أو راكبًا، (قال) الراوي أو من دونه: (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم أو ابن عمر (بالسجدة) التي ذكرها في الحديث؛ يعني: في قوله: فيسجدون سجدة واحدة، وفي قوله الذين سجدوا السجدة مع أميرهم، وفي قوله: سجدة لنفسه؛ يعني بها: في كل موضع ذكرها فيه (الركعة) لا السجود الذي هو مقابل الركوع.

قال السندي: قوله: (ويصلي كل واحد من الطائفتين ... ) إلى آخره، يحتمل أن المراد: أنهم يصلون على الترتيب لا أنهم يصلون معًا، وإلا .. لم يبق وجاه العدو سوى الإمام في هذه الحالة، فلا يُرَدُّ، وهذا خلافُ موضوعِ صلاة الخوف، ويحتمل أن المراد: أنهم يصلون معًا كما هو الظاهر، فيخص

<<  <  ج: ص:  >  >>