وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) النعمان: (انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: في زمن حياته، (فخرج) من الحجرة حالة كونه (فزعًا) أي: خائفًا من وقوع عذاب الله تعالى، حالة كونه (يجر ثوبه) أي: رداءه على الأرض استعجالًا إلى الخروج؛ أي: خرج من بيته مستعجلًا (حتى أتى) إلى (المسجد) النبوي، (فلم يزل يصلي) صلاة الكسوف ركعتين ركعتين مرة بعد مرة، كما في رواية أبي داوود (حتى انجلت) وتنورت الشمس، قال الحافظ في "الفتح": إن كان هذا الحديث محفوظًا .. احتمل أن يكون معنى قوله:(ركعتين ركعتين) أي: ركوعين في كل ركعة، وقد وقع التعبير عن الركوع بالركعة في حديث الحسن البصري عند الشافعي في "مسنده"، ولفظه:(قال: خسف القمر وابن عباس أمير على البصرة، فخرج فصلى بنا ركعتين في كل ركعة ركعتين).
(ثم) بعدما فرغ من صلاته (قال: إن أناسًا) من المسلمين (يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم) القدر عند الله تعالى (من العظماء) عند الله، (وليس) الأمر كائنًا (كذلك) أي: كما يقولون من أن انكساف الشمس لموت عظيم، بل (إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد) من الناس (ولا لحياته) أي: حياة أحد من الناس وولادته، (فإذا تجلى الله) سبحانه؛