وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
والكهول جمع كهل؛ كفلس وفلوس، والكهل على ما في "القاموس": من جاوز الثلاثين أو أربعًا وثلاثين إلى إحدى وخمسين، فاعتبر ما كانوا عليه حال هذا الحديث، وإلا .. لم يكن في الجنة كهل؛ كقول تعالى:{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}(١)، وقيل: سيدا من مات كهلًا من المسلمين فدخل الجنة؛ لأنه ليس فيها كهل، بل كل من يدخلها ابن ثلاث وثلاثين سنة، وإذا كانا سيدي الكهول .. فمن باب أولى أن يكونا سيدي شباب أهلها.
قلت: وقع في رواية أحمد: "هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين".
قال الجزري في "النهاية": الكهل من الرجال: من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين، وقيل: من ثلاثٍ وثلاثين سنة إلى تمام الخمسين، وقد اكتهل الرجل وكاهل إذا بلغ الكهولة فصار كهلًا، وقيل: أراد بالكهل ها هنا: الحليم العاقل؛ أي: إن الله يدخل أهل الجنة الجنة حلماء عقلاء. انتهى.
وقوله:"من الأولين والآخرين" أي: من الناس أجمعين. انتهى تحفة "الأحوذي".
* * *
ثم استشهد المؤلف سابعًا لحديث ابن مسعود بحديث أنس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٩٩) - ٩٩ - (٩)(حدثنا أحمد بن عبدة) بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري.