وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب الصلاة، باب ما جاء في المشي إلى العيد، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، وهذا الحديث له حكم الرفع.
وفيه دليل على أن الخروج إلى العيد ماشيًا من السنة، والحديث وإن كان ضعيفًا، لكن قد ورد في هذا الباب أحاديث ضعاف أخرى يؤيد بعضها بعضًا، فتكون في حكم الحَسَنِ بسبب كثرتها وإن كانت أسانيدها ضعافًا. انتهى من "تحفة الأحوذي" مع زيادة.
فدرجة هذا الحديث: الحُسْنُ، وغرضه: الاستشهاد به.
قال أبو عيسى: والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم؛ يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيدِ ماشيًا، وألا يركب إلا من عذر. انتهى، وفي "تحفة الأحوذي": وعليه العمل عند الحنفية أيضًا، واستدلوا على ذلك بأحاديث الباب، وقد استدل الحافظ العراقي لاستحباب المشي في صلاة العيد بعموم حديث أبي هريرة المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أتيتم الصلاة .. فأتوها وأنتم تمشون"، فهذا عام في كل صلاة تشرع فيه الجماعة؛ كالصلوات الخمس، والجمعة، والعيدين، والكسوف، والاستسقاء، قال: وقد ذهب أكثر العلماء إلى أنه يستحب أن يأتي إلى صلاة العيد ماشيًا، فمن الصحابة: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، ومن التابعين: إبراهيم النخعي، وعمر بن عبد العزيز، ومن الأئمة: سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد وغيرهم، ويستحب أيضًا المشي في الرجوع، كما في حديث ابن عمر وسعد القرظ، وروى البيهقي في حديث الحارث عن علي أنه قال:(من السنة أن تأتي العيد ماشيًا، ثم تركب إذا رجعت)، قال العراقي: وهذا أمثل من