للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا .. خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".

===

على سائر الشهور؛ لإنزال القرآن فيه، كما قال سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (١)، (وسنَنْتُ) أنا؛ أي: شرعت (لكم قيامه) أي: قيام ليله بصلاة التراويح، (فمن صامه) أي: صام أيام رمضان (وقامه) أي: قام لياليه بالصلاة، قال السندي: الضمير في الموضعين لرمضان، وكلمة على في الأول واللام في الثاني للفرق بينهما بتخفيف التكليف الإيجابي في أحدهما دون الآخر، وفيه أن الفرض ينسب إلى الله، والسنة إليه صلى الله عليه وسلم. انتهى منه (إيمانًا) أي: تصديقًا بأنه حق (واحتسابًا) أجره على الله .. (خرج من ذنوبه) أي: رجع من ذنوبه الصغائر؛ لأن الكبائر لا تغفر إلا بالتوبة أو بمحض فضل الله تعالى، ولكن الظاهر العموم؛ أي: خالصًا منها (كـ) خلوصه منها (يوم ولدته أمه).

قال السندي: يجوز فتح يوم على البناء لإضافته إلى المبني، ويجوز جره بالكاف على الإعراب، والمراد باليوم هنا: الوقت، لا خصوص النهار؛ إذ ولادته قد تكون ليلًا، والظاهر أن المعنى: كخروجه يوم ولدته أمه من الذنوب، وهو غير صحيح؛ لأنه ما سبقه ذنب فيخرج منه ذلك اليوم، فالمعنى: خرج من ذنوبه وصار طاهرًا منها كطهارته منها يوم ولدته أمه، وظاهر هذا الحديث العموم للصغائر والكبائر، والتخصيص يبعده التشبيه، والله أعلم. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب الصيام، في باب ذكر اختلاف يحيى بن أبي كثير، رقم (٢٢٠٧).


(١) سورة البقرة: (١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>