وفيه دليل على أن المرء مُخير في صلاة الليل بين الجهر بالقرآن أو إسرارها. انتهى من "العون".
وهذا الحديث أخرجه أبو داوود مطولًا، ولفظه: عن غُضيف بن الحارث، قال: قلت لعائشة: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة في أول الليل أو (أم) في آخره؟ قالت: ربما اغتسل في أول الليل، وربما اغتسل في آخره، قلت: الله أكبر! الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، قلت: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر أول الليل أم في آخره؟ قالت: ربما أوتر في أول الليل، وربما أوتر في آخره، قلت: الله أكبر! الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، قلت: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالقرآن أو يخافت (يَخْفِتُ) به؟ قالت: ربما خفت، قلت: الله أكبر! الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.
هكذا أخرجه في كتاب الطهارة، باب في الجنب يؤخر الغُسْلَ (٩٠)، الحديث رقم (٢٢٣).
قال المنذري: وأخرجه النسائي مقتصرًا على الفصل الأول، وابن ماجه مقتصرًا على الفصل الأخير، وقد أخرج مسلم في "صحيحه" عن مسروق عن عائشة قالت: من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل، وأوسطه، وآخره، فانتهى وتره إلى السحر.
وأخرجه البخاري مختصرًا، وأبو داوود مطولًا، كما بيناه، والترمذي والنسائي وابن ماجه، فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه مما اتفق عليه أصحاب الأمهات الست، ولا يضره رواية أبي داوود وابن ماجه عن غُضيف بن الحارث؛ لأنه قد رواه الشيخان وغيرهما عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها.