للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَسْتَحِبُّونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى أَوَّلِهِ.

===

العلماء (يستحبون) أي: يختارون (صلاة آخر الليل على) صلاة (أوله) أي: أول الليل.

قوله: "حين يبقى ثلث الليل الآخر"، وفي رواية ثانية لمسلم: (حين يمضي ثلث الليل الأول)، وفي رواية: (إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه) قال القاضي عياض: الصحيح رواية: (حين يبقى ثلث الليل الآخر)، كذا قاله علماء الحديث، وهو الذي تظاهرت عليه الأخبار بلفظه ومعناه. انتهى كلام القاضي.

وفي تضعيف الرواية الثانية نظر مع رواية مسلم إياها عن الصحابيين من الثقات، قال النووي: ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أُعْلِمَ بأحد الأمرين في وقت فأخبر به، ثم أُعْلِم بالآخر في وقت آخر فأخبر به، وسمع أبو هريرة الخبرين فنقلهما جميعًا، وسمع أبو سعيد الخدري خبر الثلث الأول فقط فأخبر به مع أبي هريرة، كما ذكره مسلم في الرواية الأخيرة، وهذا جمع ظاهر. انتهى.

قوله: "فأستجيب له" هو من الله وعد حق وقول صدق {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} (١)، وإذا وقعت شروط الإجابة من العبد على حقيقتها وكمالها .. فلا بد من المشروط له، فإن تخلف شيء من ذلك .. فذلك لخلل في الشروط، قال ابن الملك: والاستفهام في قوله: "من يدعوني فأستجيب له ... " إلى آخره .. توبيخ لهم على غفلتهم عن السؤال له. انتهى، والأمور الثلاثة الدعاء والسؤال والاستغفار، إما بمعنى واحد كررها للتأكيد، وإما لأن المطلوب دفع المضار أو جلب المسار، وهذا إما دنيوي أو ديني، ففي الاستغفار إشارة إلى


(١) سورة التوبة: (١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>