أن يكون ذاته مثل ذات الغير، فمجيئه وإتيانه ونزوله على حسب ما يليق بصفاته من غير تشبيه وكيفية. انتهى.
وأخرج البيهقي من طريق بقية قال: حدثنا الأوزاعي عن الزهري ومكحول الشامي، قالا: أمضوا الأحاديث على ما جاءت. ومن طريق الوليد بن مسلم قال سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي جاءت في التشبيه، فقالوا: أمِرُّوها كما جاءت بلا كيفية. وعن إسحاق بن راهويه يقول: دخلت على عبد الله بن طاهر، فقال لي: يا أبا يعقوب؛ تقول: إن الله ينزل كل ليلة، فقلت: أيها الأمير؛ إن الله بعث إلينا نبيًّا نقل إلينا عنه أخبارًا بها نحلل الدماء وبها نحرم، وبها نحلل الفروج وبها نحرم، وبها نبيح الأموال وبها نحرم، فإن صح ذا .. صح ذاك، وإن بطل ذا .. بطل ذاك، فامسك عبد الله. انتهى ملخصًا محررًا.
والحاصل: أن هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث الواردة في الصفات كان مذهب السلف فيها الإيمان بها وإجراءها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها.
قوله:"إلى السماء الدنيا" كما في رواية مسلم والترمذي وغيرهما؛ أي: إلى السماء القربى إلى الأرض اسمها رفيع، كما مر، وقد نظم بعضهم أسماء السماوات السبع على طبق ما رُوِيَ عن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، فقال: