للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي".

===

موسى: (ارجع إلى ربك) ثانيًا فاسأله التخفيف؛ (فإن أمتك لا تطيق ذلك) أي: ما بقي من الخمسين.

(فـ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (راجعت ربي) عشر مرات فحط عني كل مرة خمسًا خمسًا، (فقال) لي ربي في المرة الأخيرة: (هي) أي: الصلاة المفروضة عليك في اليوم والليلة (خمس) عددًا (وهي) أي: تلك الخمس (خمسون) أجرًا، و (لا يبدل القول لدي) أي: لا يغير حكم كونها خمسًا عندي، (فرجعت إلى موسى، فقال) لي في المرة الأخيرة أيضًا: (ارجع إلى ربك) فاسأله التخفيف والحط عن الخمس، (فقلت) لموسى: قد رجعت إلى ربي مرات كثيرة لطلب التخفيف، فأكثرت المراجعة إليه حتى (قد استحييت) -بيائيين بعد المهملة- وخفت (من) المراجعة إلى (ربي).

وقول موسى: (فإن أمتك لا تطيق) كأنه قد علم ذلك من جهة أنهم أضعف من أمته جسدًا وأقل منهم قوة، وأمته قد كُلفت بأقل من هذا فعجزت، والعادة أن ما يعجز عنه القوي يعجز عنه الضعيف.

قوله: (فوضع عني شطرها) لا يلزم أن يكون هذا الوضع بالمراجعة بمرة، بل يجوز أن يكون بالمراجعة بمرات.

نعم؛ المتبادر من هذه الرواية هو الأول، لكن حيث جاء في الروايات الصحيحة أن الوضع كان خمسًا خمسًا حمل هذا عليه توفيقًا بين الروايات.

(فقال) ربي بعد مراجعات كثيرة كما تقدم: (هي خمس) عددًا (وهي) أي: تلك الخمس (خمسون) أجرًا؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها (لا يبدل القول

<<  <  ج: ص:  >  >>