في بيته ويصلي فيه بتلك الطهارة؛ كأهل المدينة وأهل قباء لا يحتاج إلى شد الرحال؛ إذ ليس ذلك لغير المساجد الثلاثة، وكأنه لهذا لم يذكر هذا القيد في الحديث السابق. انتهى "سندي".
(ثم أتى مسجد قباء) -بضم القاف- يمد ويُقصر يُذكر ويُؤنث يُصرف ويُمنع، اسم موضع بقرب المدينة من عواليها من جهة الجنوب على نحو ميلين؛ وهي محلة بني عمرو بن عوف من الأنصار، نزل بها صلى الله عليه وسلم أول ما هاجر، وصلَّى فيه ثلاث ليال بمحل المسجد، ثم وضع أساسه بيده الشريفة وأتم بناءه بنو عمرو بن عوف، وللطبراني برجال ثقات عن الشموس بنت النعمان، قالت: نظرت إليه صلى الله عليه وسلم حين قدم ونزل وأسس مسجد قباء فرأيته يأخذ الحجر أو الصخرة حتى يَهْصُرَهُ؛ أي: يميله، وأنظر إلى التراب على بطنه وسُرته، فيأتي الرجل، فيقول: بأبي وأمي يا رسول الله أكفيك، فيقول: لا، خُذ مثله، حتى أسسه. انتهى "فتح الملهم".
ثم أتى مسجد قباء أيَّ يوم كان (فصلَّى فيه صلاة) واحدة نفلًا كانت أو فرضَّا .. (كان له) من الأجر على صلاته (كأجر عُمرة) أي: كأجر من اعتمر.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب المساجد، باب فضل مسجد قباء والصلاة فيه.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.