للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ حَتَّى سَكَنَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَ إِذَا صلَّى .. صَلَّى إِلَيْهِ، فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ وَغُيِّرَ .. أَخَذَ ذَلِكَ الْجِذْعَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَكَانَ عِنْدَهُ فِي بَيْتِهِ حَتَّى بَلِيَ، فَأَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ وَعَادَ رُفَاتًا.

===

وحنينَه، (فـ) جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم و (مسحه بيده) الشريفة (حتى سكن) الجذع وسكت وترَكَ حنينَه، (ثم) بَعْدَ سكونهِ وسكوتِهِ (رجع) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (إلى المنبر) وخطب الناس، وصياحُ الجذع وحنينهُ هو من المعجزات الباهرة التي جاءت متواترة، كما صرَّح به عياض وغيره من أصحابِ السير، (فكان) صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (إذا صلى) أي: أراد الصلاةَ (صلى) متوجهًا (إليه) خوفًا مِن صياحه.

(فلما هُدم المسجد) النبوي للتوسعة (وغُيِّرَ) عن حاله الأول بالبناء للمفعول في الفعلين؛ أي: غُيِّر في عهد عمر رضي الله تعالى عنه حين زاد في المسجد .. (أخذ ذلك الجذعَ أُبيُّ بن كعب) رضي الله تعالى عنه، (وكان) ذلك الجذعُ (عنده) أي: عند أُبَيٍّ (في بيته حتى بَلِي) ذلك الجذع من بابِ سمع؛ أي: حتى صار عتيقًا مُفتَّتًا، (فأكلَتْهُ الأَرَضَةُ) -بفتحات-: دويبة صغيرة تأكل الخشسب وغيرَه، (وعاد) ذلك الجذع؛ أي: صار (رفاتًا) بوزن غراب؛ أي: فتاتًا، والرفاتُ: ما يتكسَّر ويتقطَّع حتى صار ترابًا مختلطًا به.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده"، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، كما مر، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى له بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>