عنهما-: (لو لم يأته) أي: لم يأت ذلك الجذع النبي صلى الله عليه وسلم فمسحه بيده واعتنقه .. (لحن) ذلك الجذع وصاح وبكى (إلى يوم القيامة).
قوله:(فقال بعضهم) لا ينافي ما تقدم في حديث ابن عباس وأنس من أن هذا قد قاله هو صلى الله عليه وسلم؛ لجواز أن هذا البعض قال بعد أن سمعه منه صلى الله عليه وسلم، بل هذا هو المتعين؛ لأن مثله لا يمكن أن يقال مِنْ قِبَلِ الرَأْيِ، فهذا مؤيد لما تقدم لا مناف له.
نعم؛ ظاهره أن جابرًا ما سمعه منه صلى الله عليه وسلم، ولا بُعْدَ فيه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه النسائي في "الصغرى" بسند آخر عن جابر بن عبد الله، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد، وكلها صحيحة.