الأنباري: يُشَبِّه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يحرزه عائد المريض من الثواب بما يحرزه المخترف من الثمر، وحُكي أن المراد بذلك الطريقُ، فيكون معناه أنه في طريق تؤديه إلى الجَنَّة.
(فإذا جلس) عند المريض .. (غمرته) أي: غطته (الرحمة) أي: رحمة الله تعالى وفضله، (فإن كان) عائدًا (غُدوة) أي: أول النهار .. (صلى عليه) أي: على ذلك العائد؛ أي: استغفر له (سبعون ألف مَلك حتى يُمسي) أي: يَدْخُلَ في المساء، (وإن كان) عائدًا له (مساءً) أي: في آخر النهار .. (صلى عليه) أي: استغفر له (سبعون ألف ملك حتى يصبح) أي: يدخل في الصباح.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجنائز، باب في فضل العيادة على وضوء، ولكنه رواه موقوفًا على عليّ، ثم ساق لفظ الموقوف، ورواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، ورواه بنحو هذا أحمد وابن ماجة مرفوعًا، وزاد في أوله: "إذا عاد المسلم أخاه .. مشى في خرافة الجَنَّة حتى يجلس، فإذا جلس .. غمرته الرحمة ... " الحديث، وليس عندهما:(وكان له خريف في الجَنَّة)، ورواه ابن حبان في "صحيحه" مرفوعًا أيضًا، ولفظه: "ما من مسلم يعود مسلمًا .. إلَّا يبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار حتى يمسي، وفي أي ساعات الليل حتى يصبح" ورواه الحاكم مرفوعًا بنحو الترمذي، وقال: صحيح على شرطهما.
وقوله: "في خرافة الجَنَّة" - بكسر الخاء - أي: في اجتناء ثمر الجَنَّة، يقال: خرفت النخلة أخرفها، فشبه ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما