أهل الجنة) وهذه القطعة من هذا الحديث صحيحة؛ لأن لها شاهدًا عند الترمذي والنسائي؛ فقد رواها الترمذي والنسائي من حديث حذيفة بن اليمان، ورواها الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري، لكنها ذكرت للاستطراد في هذا الباب.
وقوله:(وأبوهما) علي بن أبي طالب (خير) أي: أفضل (منهما) تفرد به ابن ماجه، فهي زيادة ضعيفة، ذكرها للاستئناس للترجمة، والله أعلم.
والشباب - بالفتح والتخفيف - جمع شاب؛ وهو من بلغ إلى ثلاثين سنة، قيل: إضافة الشباب إلى أهل الجنة بيانية؛ فإن أهل الجنة كلهم شبان، فكأنه قيل: سيدا أهل الجنة، وحينئذ لا بد من اعتبار الخصوص؛ أي: ما سوى الأنبياء والخلفاء الراشدين، وقيل: المراد أنهما سيدا كل من مات شابًا ودخل الجنة، ولا يلزم أنهما ماتا شابين حتى يرد أنه لا يصح؛ فإنهما ماتا شيخين، ورُدَّ بأنه لا وجه حينئذ لتخصيص فضلهما على من مات شابًا، بل هما أفضل على كثير ممن مات شيخًا، وقد يقال: وجه التخصيص عدُّهما ممن مات شابًا، فانظر إلى عدم بلوغهما عند الموت أقصى من الشيخوخة، ولا يجوز أن يقال: عدهما شابين نظرًا إلى شبابهما حين الخطاب؛ لكونهما كانا صغيرين حينئذ لا شابين.
وفي "الزوائد": رواه الحاكم في "المستدرك" من طريق المعلي بن عبد الرحمن كالمصنف، والمعلى تُرك بوضع ستين حديثًا في فضل علي بن أبي طالب، قاله ابن معين، فالإسناد ضعيف، وأصله في "الترمذي" و"النسائي" من حديث حذيفة. انتهى.
قلت: أراد أن الترمذي والنسائي بلا زيادة: (وأبوهما خيرٌ منهما)، وقد رواه