للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

أي: كلمة التوحيد بأن تتلفظوا بها عنده؛ أي: ذكروا من حضره الموت منكم بكلمة التوحيد بأن تتلفظوا بها عنده، سمي من قرب إليه الموت ميتًا باعتبار ما يؤول إليه مجازًا مرسلًا علاقته الأَوْلُ، والمراد بها كلمة التوحيد مع قرينتها؛ فإنَّه بمنزلةِ عَلَمٍ على الكلمتين، فيجوز الاكتفاء به لفظًا، وإن كان يراد قرينته معنًى كما في "المرقاة".

وقال المناوي: ولا يلقن الشهادة الثانية، لأنَّ القصد ذكر التوحيد والصورة أنه مسلم. انتهى، واختلف عبارات الفقهاء في ذلك، والذي ذكره الشرنبلالي هو الثاني، والأول أصح نظرًا لظاهر الحديث، والمراد ذكرها عنده، لا الأمر بها، وإذا لُقِّنَ المسلمُ .. لا يعاد عليه إذا قالها مرةً، إلَّا إذا تكلم بعدها بكلام .. فيلقن ثانيًا؛ ليكون آخر ما سمعه وتكلم به لا إله إلَّا الله، كما جاء في الحديث: "من كان آخر كلامه لا إله إلَّا الله .. دخل الجَنَّة" أي: مع الفائزين، وإلا .. فكل مسلم يدخلها ولو بعد حين. انتهى من بعض الهوامش.

وعبارة القرطبي هنا قوله: "لقنوا موتاكم لا إله إلَّا الله" أي: قولوا لهم ذلك وذكروهم به عند الموت، وسمّاهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موتى؛ لأنَّ الموت قد حضرهم، وتلقين الموتى هذه الكلمة سُنة مأثورة عمل بها المسلمون سابقًا ولاحقًا" وذلك ليكون آخر كلامه لا إله إلَّا الله، فَيُخْتَم له بالسعادة وليدخل في عموم قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من كان آخر كلامه لا إله إلَّا الله .. دخل الجَنَّة" رواه أحمد وأبو داوود من حديث معاذ بن جبل، ولينبه المحتضر على ما يدفع الشيطان؛ فإنَّه يتعرض للمحتضر، ليفسد عليه عقيدته، فإذا تلقنها المحتضر وقالها مرّة واحدة .. فلا تعاد عليه؛ لئلا يتضجر، وقد كره أهل العلم الإكثار عليه من التلقين والإلحاح عليه إذا هو تلقنها أو فهم عنه ذلك، والتلقينُ

<<  <  ج: ص:  >  >>