موتاكم" يعني) النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بضمير اقرؤوها: سورة (يسَ) على موتاكم؛ أي: الذين حضرهم الموت، ولعل الحكمة في قراءتها أن يَسْتَأْنِسَ المحتضرُ بما فيها مِنْ ذكر الله وأحوالِ القيامة والبعث، قال الإمام الرازي في "التفسير الكبير": الأمرُ بقراءة يسَ على من شَارفَ الموتَ مع ما ورد من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لكل شيء قلب، وقلب القرآن يسَ" .. إيذانٌ بأن اللسان حينئذ ضعيفُ القوة وساقطُ المِنَّةِ، لكن القلْبَ أَقْبَلَ على الله بكليته، فيُقْرَأ عليه ما يَزْداد قُوَّةً قلبه، ويَسْتَمِدُّ تصديقَه بالأصول، فهو إذًا عمَلُهُ وَمُهِمُّه، قاله القاري. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجنائز، باب القراءة عند الميت، والإمام أحمد في "المسند"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، والبيهقي، وابن أبي شيبة.
ودرجته: أنه ضعيف (٥)(١٦٢)؛ لضعف سنده، ولا شاهد له، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
قال السندي: قوله (على موتاكم) أي: على من حضره الموت، أو بعد الموت أيضًا، وقيل: بل المراد الأول؛ لأنَّ الميت لا يقرأ عليه، وقيل: لأنَّ سورة يس مشتملة على أصول العقائد؛ من البعث والقيامة، فيتقوى بسماعها التصديق والإيمان حتى يموت. انتهى منه.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة ثانيًا بحديث كعب بن مالك، لكن المرفوع منه صحيح، والقصة ضعيفة، كما سيأتي: