أي: تأكل تلك الطير وتَرْعَى (بشجرِ الجَنَّة) أي: بثمارِها؟ (قال) كعب: (بلى) سمعْتُه يقولُ ذلك، (قالت) أمُّ بشر: (فهو) أي: ذلك الفلان (ذاك) الذي يأكلُ مِنْ شجر الجَنَّة؛ تريد أَنَّ المؤمنين أحياءَ، فيُمْكِنُ إرسالُ السلام إليهم.
وشارك المؤلف في روايةِ المرفوع من هذا الحديث: الترمذيُّ؛ أخرجه في كتاب فضل الجهاد، باب ما جاء في ثواب الشهداء، رقم (٦٤١)، والنسائيُّ في كتاب الجنائز، بابُ أرواح المؤمنين وغيرهم، رقم (٢٠٧٢)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
ولفظ الترمذي مع شرحه:(حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن أرواح الشهداء في طير) جمع طائر، ويطلق على الواحد، (خضر) -بضم الخاء وسكون الضاد- جمع أخضر، (تعلق) قال المنذري: بفتح المثناة فوق وعين مهملة وضم اللام؛ أي: ترعى من أعالي شجر الجَنَّة. انتهى، وقال في "النهاية": أي: تأكل، وهي في الأصل للإبل إذا أكلَت العِضَاةَ، يقال: عَلِقَتْ تَعْلَق عُلُوقًا، فنقل إلى الطير. انتهى.
(من ثمر الجَنَّة، أو شجر الجَنَّة) شك من الراوي، وفي حديث ابن مسعود عند مسلم:(أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش تَسْرَحُ مِنَ الجَنَّة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديلِ ... ) الحديث. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وقول الترمذي: هذا حديث حسن صحيح؛ يعني: المرفوع منه، لا قصة أم بشر؛ فإنها ضعيفة؛ لانفراد ابن ماجة.