للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى دُمُوعِهِ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ.

===

(قالت) عائشة: (قَبَّل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عثمان بن مظعون) هو أخٌ رضاعيٌّ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال صاحب "المشكاة": هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا، وكان حرَّم الخمر في الجاهلية، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين في شعبان على رأس ثلاثين شهرًا من الهجرة، ولما دفن .. قال: "نِعم السلف هو لنا" ودفن بالبقيع، وكان عابدًا مجتهدًا من فضلاء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. انتهى.

(وهو) أي: والحال أن عثمان (ميت) والجملة حال من المفعول، قالت عائشة: (فكأني أنظر) الآن (إلى دموعه) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تسيل على خديه) الشريفتين حين تقبيله عثمان حُزنًا عليه.

قال السندي: أو خدي عثمان، ويؤيد هذا الثاني ما جاء (حتى سال دموع النبي على وجه عثمان)، ويحتمل أنه قبله قبل الاغتسال أو بعده، والحديث يدلُّ على طهارة الميت. انتهى منه، والحديث يدلُّ على أنَّ تقبيل المسلم بعد الموت والبكاء عليه جائز.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجنائز، باب في تقبيل الميت، والترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في تقبيل الميت، قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عباس وجابر وعائشة، قالوا؛ أي: قال هؤلاء الثلاثة: إن أبا بكر قبل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ميت، روى البخاري عن عائشة وابن عباس أن أبا بكر قبّل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد موته. انتهى، قال الشوكاني: فيه جواز تقبيل الميت تعظيمًا وتبركًا؛ لأنه لَمْ ينقل أنه أنكر

<<  <  ج: ص:  >  >>