(فوجدني) أي: رآني (وأنا أجد) أي أشتكي (صداعًا) أي: وجع الرأس (في رأسي، وأنا أقول) في شكواه: (وا رأساه) أي: يا وجع رأسي من ينتدب ويستغيث لي في إزالته، (فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بل أنا يا عائشة) أقول: (وا رأساه) أي: أشتكي وجعه؛ أي: بل أنا أحق منك بهذه الكلمة؛ لأن مرضك زائل بالصحة عقبه، بخلاف مرضي، وكأن هذا الأمر في قرب وفاته صلى الله عليه وسلم، وفيه جواز إظهار المريض مرضه للناس.
(ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: (ما ضرك) وأهمك شيء من أمور الآخرة (لو مِتِّ قبلي) بكسر تاء المخاطبة المشددة لإدغام تاء لام الكلمة فيها، (فقمت عليك) بتجهيزك؛ (فغَسَّلْتُكِ) بيدي، وهذا وما بعده عطف على ما قبله عطف مفصل على مجمل، (وكفنتك وصليت عليك ودفنتك).
والمؤلف أخذ الترجمة من قوله:"فغسلتك" وفي "الزوائد": رواه البخاري بسند آخر عن عائشة مختصرًا، ورواه النسائي في كتاب الوفاة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به للحديث الذي قبله.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، وكلاهما لعائشة.