أي: رأيت أنسًا وقد (صلى على جنازة رجل) وهو عبد الله بن عُمير، كما في رواية أبي داوود، وكذا نقله ابن الأثير في "جامع الأصول"، وكذا وقع في رواية البيهقي، ولم أجد ترجمته في شيء من الكتب، ووقع في بعض النسخ من "سنن أبي داوود": عبد الله بن عمر مكبرًا، وليس هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، فإن الظاهر أن هذه القصة وقعت بالبصرة؛ لما أن أنس بن مالك قطن البصرة، وهو آخر من مات بها من الصحابة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب مات بمكة، ودفن بذي طوىً، وصلى عليه الحجاج. انتهى من "مشكاة المصابيح"، مولى أم الفضل، ويقال له: مولى ابن عباس، ثقة، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (١١٧ هـ)، (فقام) أنس (حيال رأسه) - بكسر الحاء - أي: حذاءه ومقابله.
(فجيء بجنازة أخرى)، وقوله:(بامرأة) بدل من الجار والمجرور قبله؛ أي: جاؤوا بجنازة امرأة من قريش، كما في رواية الترمذي، وفي رواية أبي داوود:(بالمرأة الأنصارية)، قال القاري: فالقضية إما متعددة، وإما متحدة فتكون المرأة قرشية أو أنصارية. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذي".
(فقالوا) أي: أولياؤها لأنس: (يا أبا حمزة) كنية أنس (صل عليها، فقام) أنس (حيال وسط السرير) - بسكون السين وفتحها - وقد مر بسط الكلام في لفظ الوسط؛ أي: فقام في مقابل وسط سريرها، وفي رواية أبي داوود:(فقام عند عجيزتها) -بفتح المهملة وكسر الجيم- قال في "النهاية": العجيزة: العجز هي للمرأة خاصةً، والعجز مؤخر الشيء. انتهى، وفي رواية أبي داوود:(ثم جلس)